علمتني نملة - بقلم درويش جرادة جمع سيدنا سليمان جنده من الجن والانس والطير والدواب وقادهم في صفوف منتظمة , وخلال سيرهم م...
علمتني نملة - بقلم درويش جرادة
جمع سيدنا سليمان جنده من الجن والانس والطير والدواب وقادهم في صفوف منتظمة , وخلال سيرهم مروا على واد به نمل منهمك في عمله , إلا نملة وقفت ترقب المشهد , إلى أن أحست بالخطر الداهم الذي أوشك يودي بحاياتها وحياة بني جنسها , فصاحت: " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم حتى لا يدهسكم سليمان وجنوده ...."
هي النملة التي علمتني حين سطرت أروع مشهد من مشاهد النبل و الخدمة وتحمل المسؤولية , وقفت بشجاعة نادرة , لم تهرب وتنجو بنفسها وهي التي استشعرت الخطر قبل غيرها,و لم تستصغر نفسها أمام جيش سليمان الجرار وإنما كرست حياتها لحماية جماعتها وما تراخت أو تأخرت ..
ما أحوجنا لروح هاته النملة في هذا الزمن وفي كل زمن ,.. هاته التي أدركت أن وجودها وقوتها وعزتها هو من وجود ورفعة أمتها .
فتحولت من نملة نكرة من بين الآلاف أو الملايين ....في واد عريض وطويل , الى مخلصة منقذة حملت هم (شعبها) وسلكت بهم سبيل النجاة.
ما أحوجنا الى همة نمل استجاب لنداء الخلاص فدخل مساكنه ونجا , ولم يعترض أو يجحد أو يستكبر أو تأخذه عزة نفس أو يتجاهل دعوة نملة صغيرة أحبت الخير لعشيرتها.
إنه النمل أيها الانسان ذاك المخلوق المجتهد , الصبور الذي علم تيمورلنك القائد أن النصر يأتي مع الصبر والمحاولة بعد المحاولة ومع طول النفس .
ويحكي التاريخ أن تيمورلنك لجأ الى مغارة من المغارات هائما على وجهه مهزوما, بعد أن هلك جيشه وتشردم , فراح يتأمل مآل حاله ..إلى أن أبصر نملة تحاول الصعود على صخرة ملساء فتسقط ’ ثم تحاول فتسقط ...ولم تنجح الا بعد عشرات المحاولات ليكتشف ضعفه وسرعة انكساره عند أول مواجهة , فجمع فلول جيشه بعد هذا الدرس وعاد الى الميدان ليعانق النصر.
فهل رأيت يوما نملة ركنت للدعة والخمول ؟ أم هل رأيت نملة إلا في رحم جماعتها المتعاضدة المتعاونة ؟ ..إننا أحوج ما نكون اليوم لجدية النملة, وحزم النملة في طلب العلم وإتقان العمل وحب الوطن وفي كل الحركات والسكنات .
هي النملة التي علمتني حين سطرت أروع مشهد من مشاهد النبل و الخدمة وتحمل المسؤولية , وقفت بشجاعة نادرة , لم تهرب وتنجو بنفسها وهي التي استشعرت الخطر قبل غيرها,و لم تستصغر نفسها أمام جيش سليمان الجرار وإنما كرست حياتها لحماية جماعتها وما تراخت أو تأخرت ..
ما أحوجنا لروح هاته النملة في هذا الزمن وفي كل زمن ,.. هاته التي أدركت أن وجودها وقوتها وعزتها هو من وجود ورفعة أمتها .
فتحولت من نملة نكرة من بين الآلاف أو الملايين ....في واد عريض وطويل , الى مخلصة منقذة حملت هم (شعبها) وسلكت بهم سبيل النجاة.
ما أحوجنا الى همة نمل استجاب لنداء الخلاص فدخل مساكنه ونجا , ولم يعترض أو يجحد أو يستكبر أو تأخذه عزة نفس أو يتجاهل دعوة نملة صغيرة أحبت الخير لعشيرتها.
إنه النمل أيها الانسان ذاك المخلوق المجتهد , الصبور الذي علم تيمورلنك القائد أن النصر يأتي مع الصبر والمحاولة بعد المحاولة ومع طول النفس .
ويحكي التاريخ أن تيمورلنك لجأ الى مغارة من المغارات هائما على وجهه مهزوما, بعد أن هلك جيشه وتشردم , فراح يتأمل مآل حاله ..إلى أن أبصر نملة تحاول الصعود على صخرة ملساء فتسقط ’ ثم تحاول فتسقط ...ولم تنجح الا بعد عشرات المحاولات ليكتشف ضعفه وسرعة انكساره عند أول مواجهة , فجمع فلول جيشه بعد هذا الدرس وعاد الى الميدان ليعانق النصر.
فهل رأيت يوما نملة ركنت للدعة والخمول ؟ أم هل رأيت نملة إلا في رحم جماعتها المتعاضدة المتعاونة ؟ ..إننا أحوج ما نكون اليوم لجدية النملة, وحزم النملة في طلب العلم وإتقان العمل وحب الوطن وفي كل الحركات والسكنات .
قال
تعالى : " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ
الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ )17( حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا
عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا
مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ
وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي
بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ "
سورة النمل الاية 17 /18
التعليقات